
عندما تعترض لنا المعاصي فلنتذكر هذه الآية :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ
وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ
أَلِيمٌ )
- سبب النزول : نزلت هذه الآية في عمرة الحديبية، حيث ابتلاهم الله- تعالى- بالصيد
وهم محرمون، فكانت الوحوش تغشاهم في رحالهم، وكانوا متمكنين من صيدها أخذا بأيديهم
وطعنا برماحهم فهموا بأخذها فنزلت ( تفسير
الوسيط للطنطاوي )
- التفسير : هذا من منن الله على عباده، أن أخبرهم بما سيفعل
قضاء وقدرا، ليطيعوه ويقدموا على بصيرة ، فلا بد أن يختبر الله إيماننا بشيء غير كثير،
فتكون محنة يسيرة، تخفيفا منه تعالى ولطفا بنا
( تفسير السعدي بتصرف )
- ماذا نتعلم من هذه الآيه : عندما تعترض لنا أي معصيه و تتهيأ لنا اسبابها فلنتذكر :
1-
أن تهيئة هذه المعصية إبتلاء و أختبار
من الله سبحانه و تعالى لإيماننا .
2-
أن الحكمة من هذا الابتلاء تكمن في قوله تعالى
(لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ )
3-
الجزاء المترتب على فعل المعصية او تركها .
- الجزاء :
ذكر الله في هذه الآية جزاء القسم الاول و هو من اعتدى و فعل ما نهى الله عن فعله بإن جزاؤه العذاب الأليم .
اما القسم الثاني : و هو الذي يتقي الله
عندما تتهيأ له اسباب المعصية و يخافه بالغيب - والاعتبار هنا بمن يخاف الله بالغيب، وعدم حضور الناس عنده - فقد أورد الله سورة كامله تتحدث عن مثال لهذا القسم و هي سورة يوسف عليه السلام
حينما هُيئت له اسباب فعل المعصيه و صبره
على مراودة سيدته امرأة العزيز مع وجود الدواعي القوية و منها :
1- جمالها وعلو منصبها
2- كونها هي التي راودته عن نفسه
3- غلقت الأبواب
4-يوسف في غاية ريعان الشباب
5- ليس عنده من قرابته ومعارفه الأصليين
أحد .
6- فهو غريب، لا يحتشم مثله ما يحتشمه إذا
كان في وطنه وبين معارفه
7- يوسف غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد
.
8 - قد توعدته إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن،
أو العذاب الأليم.
ومع هذه الأمور , ومع قوة الشهوة , منعه الإيمان
الصادق والإخلاص الكامل من مواقعة المحذور . ثم بعد ذلك
راودته المرأة وراودته , واستعانت عليه بالنسوة اللاتي قطعن أيديهن فلم تحدثه نفسه
, ولم يزل الإيمان ملازما له في أحواله فاختار السجن على مواقعة المحظور ; ومع ذلك
فلم يتكل على نفسه بل استغاث بربه أن يصرف عنه شرهن , فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن
, إنه هو السميع العليم .(كتاب الفوائد المستنبطه من سورة يوسف بتصرف)
و لذلك و بعد هذا الابتلاء و الصبر على طاعة الله كان ليوسف التمكين في الأرض ليكون وزيرا في وقت سابق لذلك كان فيه يوسف عبدا يباع و يشترى و خادما و سجينا في السجن ، وفي نهاية سورة يوسف لُخص لنا سبب هذا التمكين في قوله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ).
ومضة :
يكفينا أن نجاهد لتكون صفة التقوى ديداننا في حياتنا انها من صفات اولياء الله كما في قال
تعالى في سورة يونس :( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )
ودمتم بخير : نوف الحربي
0 التعليقات:
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets