
حين قارب موسى وقومه الوصول إلى بيت المقدس و قبل أن يأمرهم بدخول الأرض المقدسه ذكرهم بنعم الله عليهم و ذلك لإن ذكرها داع إلى محبة الله تعالى ومنشط على العبادة و من هذه النعم (ان جعل فيهم انبياء و جعلهم ملوكا يملكون امرهم بعدما كانوا مستعبدين من قبل فرعون و انعم عليهم ايضا بنعم لم يعطيها احدا في زمانهم فقد كانوا خيرة الخلق في ذلك الزمان )
فبعد أن ذكرهم بجميع هذه النعم التي تعين على زيادة المنسوب الإيماني أخبرهم بأمر الله لهم بإن يدخلوا البيت المقدس ، و بشرهم ببشارة بأن هذه الأرض قد كتبها الله لهم و كتب لهم دخولها و حذرهم من عاقبة التراجع عن فعل ما امر الله به .
و رغم هذه البشارة وهذا الإطمئنان من موسى لقومه ، و أن الله معهم و سينصرهم ، ذهبوا قوم موسى إلى تفكير آخر أقرب ما نسميه تفكيرا سلبي فقد علموا بجبابرة هؤلاء القوم و عظمهم و تخوفوا منهم و تناسوا أن الله معهم و هو كافيهم بإذنه
فقالوا (يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ )
في ظل هذا الحوار كان هناك رجلان متواجدين في دائرة هذا الحوار و لقد اختلف المفسرون في من هما و قيل أنهما فتى موسى يوشع بن نون و الثاني يدعى كالب فهؤلاء كان تركيزهم على قول موسى و وعد الله لهم بالنصره فقد اطمئن قلبهم بالبشارة و امتلئت ثقة بربهم فبادروا بتشجيع قومهم و ترغيبهم في المضي للدخول على الجبارين في مدينتهم و تذكيرهم بما قاله موسى عليه السلام من وعد الله بنصرتهم و تمكينه لهم في بلاد عدوهم ، و رغم ذلك لم يستمعوا لهذ النصح و اصروا على الجبن و الخوف فعاقبهم الله بإن يتهيوا في الأرض 40 سنه .
فخلاصة هذ الآمر :
* عندما تأتي الموعظه إما أن نستمع لها و نسعى لتطبيقها و العمل بها فتحيي بها قلوبنا كما كان من حال هؤلاء
الرجلين أو تركن انفسنا إلى الذل و الجبن كما كان من حال قوم موسى .
*عند ما نقرأ (إن الله مع الصابرين ) ( إن الله مع المتقين ) فلنعود انفسنا لنكسب الصفات التي تجعلنا نكون مع معية الله .
* وعندما نقرأ ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
فتكفينا لنمضي في أعمالنا ثقة بالله و متوكلين على الله ، نجاهد انفسنا على طاعته لنصل لسبيل الله بإن نكون من
اولياءه الذين يتولاهم في رحمته و يدخلهم في جنات فردوسه .
ودمتم بخير : نوف الحربي
1 التعليقات:
جميل شكرا على المجهود الطيب
إضغط هنا لإضافة تعليق
إرسال تعليق
Blogger Widgets