آخر التعليقات

I could look back at my life and get a good story out of it. It's a picture of somebody trying to figure things out.

05‏/10‏/2011

"وقولوا للناس حسنا""

"في إحدى المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة ،كلاهما معهما مرض عضال ، أحداهما كان مسموحا له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ولحن حظه فقد كان سريه بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقيا على ظهره طوال الوقت ، كان المريضان يقضيان وقتهما في الــكلام دون أن يرى أحداهما الآخر لان كل منهما كان مستلــــــقيا عــــلى ظهره ناظرا إلى السقف فبدأ في التحدث عن أهليهما وبيتهما وعن حياتهما وبعد ن كل شي وفي كل يوم وبعد العصر كان الأول يجلس في سريرة حسب أوامر الطبيب وينظر في النافذة ويصف لصاحـــبه العالم الخارجي وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمتع لوصف صاحبه للحياة في الخارج ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيـــــها البــــط والأولاد صنعوا الزوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلــــــعبون فيـــها داخل الماء وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة لـــلناس ليبحروا بها في البحيرة والجميع يتمشى حول حافة البحيرة وهـــناك آخرون في ظلال الأشجار أو بجـــانب الـــــزهور ذات الألوان الجــــــــذابة
ومنظر السماء كان بديعا يســـــر الناظــــــرين فيــــــــما يقوم الأول
بعمليه الوصف هذه ينصت الآخـــــر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البــــديع للحياة خارج المستشفى ، وفي إحدى الأيام وصف له عرضا عسكريا ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا إنه كان يراها بعيــــني عقله من خلال وصف صاحبه لها ومرت الأيام والأسابيع فكــــــلا منهما سعيد بصاحبه وفي إحدى الأيام جاءت الممرضة صبـــــــاحا لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضه عبر الهاتـــــــف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة فحـزن على صاحبه أشد الحزن وعندما وجد الفــــــرصة مناسبة طلـــــب من الممرضـــــــة أن تنـــقل سريره لجـــانب النافذة ولما لم يكن هناك مانع فقد أجــــــابت الممرضة طلـــــبه ولما كانت الساعة بعد العصر وتذكر الحـــــديــــــت الشيــــــــق الذي كان يتحـــــفه به صاحــــــبه فقرر محــاوله الجلوس ليعــــوض ما فـــــــاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفــــــــع رأسه رويدا رويـــــدا مستعينا بــــــذراعيه ثم اتكأ عـــــلى إحدى مرفقيه ودار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينــــــــظر للعالم الخارجي وهنا كانت المفاجأة لم يرى أمامه إلا ليــس بجدار أصم من جدران المستشفى فقد كانت النافذة على ســـــــاحة داخليه فنادى الممرضة وسألها إن كانت هي هذه النافذة الــــــتي كان ينظر صاحبها من خلالها فأجابت بأنها هي فالغرفة ليس فيــــــها ســـــوى نافــــــذة واحدة ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كـــــــان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصف له كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالــــت له : ولكن المتوفى كان أعـــــمى ولم يكن يرى حـــــتى هذا الجــــدار الأصم ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصــــاب باليأس فتتمنى الموت 0
أفالست أختي تسعدي إذا جعلتي الآخرين سعداء و إذا جعـــــــلتي الناس سعداء فستتضاعف سعادتك ولكن إذا وزعتي الأسى عليهم فسيزداد حزنك ، فالناس في الغالب ينسون ما تقولي وفي الغـــــالب ينسون ما تفعلي ولكنهم لن ينسوا أبدا الشعور الذي أصابهم مــــــن قِبلك فهل ستجعلينهم يشعرون بالسعـــادة أم غير ذلك وليــــــكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القـــــــــران الكريم: "وقولوا للناس حسنا""

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets