آخر التعليقات

I could look back at my life and get a good story out of it. It's a picture of somebody trying to figure things out.

03‏/12‏/2012

لنملأ السله كل يوم


كان هناك رجل يعيش في مزرعة بإحدى الجبال مع حفيده الصغيروكان الجد يستيقظ كل يوم في الصباح الباكر ليجلس الى مائدة المطبخ ليقرأ القرآنوكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلهاوذات يوم سأل الحفيد جده, يا جدي ، إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل ولكنني كلما حاولت أن أقرأهأجد انني لا أفهم كثيراً منهوإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحففما فائدة قراءة القرآن إذا ؟كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأةفتلفت بهدوء وترك ما بيده ثم قال:خُذ سلة الفحم الخالية هذه ، واذهب بها إلى النهرثم ائتِني بها مليئة بالماءففعل الولد كما طلب منه جده،ولكنه فوجئ بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إ! لى البيت فابتسم الجد قائلاً له:ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُنيفعاود الحفيد الكرَّةوحاول أن يجري إلى البيتولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرةفغضب الولد وقال لجده:إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماءوالآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءًفقال الجد:لا ، أنا لم أطلب منك دلواً من الماءأنا طلبت سلة من الماءيبدو أنك لم تبذل جهداً كافياً يا ولديثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذعملية ملء السلة بالماءكان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلةولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العمليةفملأ السلة ماء ،ثم جرى بأقصى سرعة إلى جدهليريه وهو يلهث قائلاً:أرأيت؟لا فائدةفنظر الجد إليه قائلا:أتظن أنه لا فائدة مما فعلت ؟تعال وانظر إلى السلةفنظر الولد إلى السلةوأدرك للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفةلقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحمإلى سلة نظيفة تماماً من الخارج والداخلفلما رأى الجد الولد مندهشاً قال له :هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريمقد لا تفهم بعضه وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياتهولكنك حين تقرؤهسوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج تماماً مثل هذه السلة.
قال هرم بن حيانما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم.

قلوبنا موطن نظر الرب سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم ) 

ومع ذلك لو أجرينا فحص لها لذُوهلنا من الكم الهائل من التشققات والتصدعات من جراء إهمالنا لتنقيتها من الشوائب المحطة بها .

بل أصبحنا لا نبالي بها ونلهث وراء المغريات الزائفة والكماليات الزائدة عن حاجتنا لإرضا شهوات النفس وحجب القلب عن النور .

كوننا لا نرى قلوبنا من الداخل هذا لايعني أن نهملها أو ننتظر المرض يصيبنا حتى نراجع الطيبب لفحصها

لأن مرض التشقق ليس له طبيب إلا كتاب ربي , كان قتادة يقول: “اعمروا به قلوبكم واعمروا به بيوتكم” يعني القرآن.

وحالنا مع القرآن لا نعلم عنه إلا في رمضان وحتى عند قراته تتحرك العيون وتغفل القلوب وإن قلنا نحفظ تظهر الحجج الواهية لتكبل الهمم والعزائم .

* سمعت الشيخ السيد نوح رحمه الله يقول ما معناه : كلما زاد حزبي من القرآن زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى كان حزبي في اليوم عشرة أجزاء..سعد العتيبي 

لذا علينا أن نخصص لنا ورد يومي لا نتنازل عنه بعد كل فرض ولنجعل لنا همة في ختمة شهرية وختمة أسبوعية ولا نجعل للشيطان سبيل في إبعادنا عن كلام ربنا .يقول ابن مسعود: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولاتشغلوها بغيره.

و ابن القيم رحمه الله يقول : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل .

واجعلوا بين أعينكم قوله تعالى : ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المُحسنين” 


(منقول )


ودمتم بخير : نوف الحربي

0 التعليقات:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets